في ضوء زيادة الطلب على زراعة محصول بنجر السكر الناتجة من زيادة الطاقة الإنتاجية لمصانع السكر وتوسع القطاع الخاص فى الإنتاج وذلك لتلبية الزيادة الكبيرة في الطلب علي سلعة السكر، إلا أنه لا يزال هناك تحديات تعيق تلك الصناعة في تحقيق زيادة بالمساحة المنزرعة بمحصول بنجر السكر وذلك لعده أسباب كما يلي:-
- ندرة المساحة الزراعية المتاحة لزراعة محصول بنجر السكر نتيجة المنافسة الكبيرة مع المحاصيل الأخري سواء الاستيراتيجية أو التصديرية لما لهم من جاذبية أكبر من قبل المزارع.
- تعرض المحصول فى الموسم الماضى للإصابة بمرض الريزومينيا في بعض المناطق الصغيرة وما واكبه من تضخيم لحجم هذه الإصابة، أدى إلي البحث عن أراضى أخرى وبمعلومية صغر الحيز الزراعي المحيط بالمصانع من الأراضي الزراعية، أدي إلي التوسع فى المناطق الأكثر بعداً بما يزيد من تكاليف نقل المحصول لمستويات باهظة.
- إرتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة التضخم الذى يضرب العالم بشكل عام ومصر بشكل خاص والذى لم يواكبه سياسة تسعير عادلة للمحصول من قبل المصانع وكذلك الخدمات الممقدمة، حيث أن ذلك سوف يمثل إشكالية للمزارع في توفير إحتياجات المحصول.
- أدى التسعير الغير مرضى لصغار وكبار مزارعي البنجر لعدم الإلتزام بخطة التوريد وخاصة المبكر والتأخير في الحصاد بهدف زيادة الإنتاجية لتعويض العجز في الإيراد، مما تسبب في حالة من الإرباك الشديد لمنظومة توريد وتصنيع بنجر السكر، بحيث عزف المزارعين عن التوريد في الفترات المبكرة (مارس وإبريل) وإنخفض البنجر المورد للمصانع من البنجر بما تسبب في خسارة طاقة إنتاجية بالمصانع، وبالتبعية حدث تكدس للبنجر أمام المصانع في فترات التوريد المتوسطة والأخيرة (مايو – يونيو ويوليو) وعجزت المصانع عن إستيعاب تصنيع هذه الكميات لتخطيها الطاقة التصنيعية اليومية للمصانع بما تسبب في تلف جزء من البنجر وخسارة جزء ليس بالقليل من سلعة السكر.
- تغافل الكثير من العاملين بمجال زراعة وصناعة محصول بنجر السكر عن دراسة وفهم تأثير التغييرات المناخية علي نمو وسلوك محصول البنجر، قد تسبب في تعرض المحصول لنوبات مناخية مغايرة للنطام البيئي المعتاد للمحصول بما تسبب في تذبذب نمو المحصول وإنخفاض الإنتاجية والمحتوي من السكر بل والجودة المتمثلة في كفاءة إستخلاص السكر الأبيض من جذور البنجر.
بناءاً علي ما سبق تحتاج منظومة زراعة وصناعة محصول بنجر السكر إلي دراسة أشمل يكون هدفها زيادة الكمية المنتجة محليا من سلعة السكر وبإستخدام أقل جزء ممكن من الموارد الأرضية والمائية، وكذلك تشجيع المزارع علي الزراعة والتوريد المبكر للعودة بموسم العصير والتصنيع ليبدأ في شهر يناير كما كان في السابق لما له من فائدة إيجابية جمة علي منظومة زراعة وصناعة السكر في مصر.